جحيم وكبرياء الاعضاء
عدد المساهمات : 623 نقاط : 1430 تاريخ التسجيل : 02/04/2010 العمر : 34
| موضوع: مراره الشكولاته الثلاثاء أبريل 13, 2010 5:05 am | |
| كانت هنا بوجنتها الحمراوتين المتفختين من حرارة الشمس .. تستعطف هذا وتسترجي تلك.. تبيع الفل والورد للعاشقين .. تعبر الطريق المزدحم بقدمين حافيتين لتبيع المناديل الورقية للعربات .. تتحمل الكثير من النظرات المحتقرة وتصم أذنها عن وابل من الاهانات .
كانت دائما تستند إلي الجدار المقابل للدكان لتراقب زبائنه .. تحسد الأطفال علي الشيكولاتة التي كانت تتمني أن تعرف ملمسها قبل مذاقها . تحرقها نشوة الأطفال عندما يتناولونها ... تتمايل وكأنها هي من تذوقها .. كانت تجتهد في عملها لتوفر ثمن قالب صغير منها .. تذهب إلي الدكان مرفوعة الرأس .. تهندم في جلبابها المرقع والذي رغم لها تهالكه لم يستطع أن يخفي جمالها الأخاذ .. وتقول للبائع يترفع - قالب شيكولاتة يا عم يحاول الا تلمس يده أصابعها القذرة تأخذ القالب وتسوقها النشوة .. تود لو تذهب بها إلي بعد مكان وتتناولها بهدوء شديد .. تذوب في طعمها اللذيذ .. تقرر أن تدخر جزء منها لوقت أخر لكن سرعان ما يغلبها شوقها .. فتنظر لها نظرة وداع ويلتقط فمها الصغير القطعة المتبقية منها .
أعلنت الشمس الساطعة يوم جديد .... صافحت وجه بائعة الفل النائمة علي صدر الرصيف .. قامت تستند علي أشعة الشمس لتبيع ما تبقي لها من فل وورود .. هرولت إلي تلك العربة الفارهة ..مدت بيديها النحيلة داخل العربة .. - فل يا بيه ..؟! - نظر لها من خلف نظاراته السواء .. تعلقت عينيه بفمها الصغير .. لفت نظره ذلك الصدر البارز الذي يعلو و يهبط من الانهاك .. - قال لها بنبرة واثقة اصعدي .. سأشتري منك كل الورود وماهي الا ثواني ودقائق وساعات حتي كانت داخل فيللته الضخمة وتبدل مظرها المتسخ إلي شيء أخر تماماً ... وتحولت من بائعة متسولة إلي فتاه ناضجة ... جملية تفوح منها أجمل الروائح ويضم جسدها أغلي الفساتين .. سدد إليها نظرة ثاقبة ثم أغلق الباب. أرسل القمر دمعة سقطت علي شجرة مستقرة بحديقة الفيلا .. سددت البومة القاطنة بالشجرة نظرة ثاقبة إلي فأر صغير .. وما هي الا لحظات حتي أجهزت عليه ... وهو لا يدري مايحدث له ... ومات الفأر . خرجت من الغرفة بنظرات منكسرة .. يتقدمها الرجل الثري وهو يغلق أزرار قميصه وضع أمامها رزمة مالية ثم قال : ـ عندما تحتاجين لغيرهم " ثم غمز بعينه " لقد عرفتي العنوان بالتأكيد . أحدجته بنظرات قاسية .. ثم ألقت عليهم نظرة زاهدة .. قررت الا تأخذهم ... مرت بجانبهم بثبات .. أحست بيدها تلتقطهم رغماً عنها .. فأتسعت إبتسامته حتي بانت أسنانه الصفراء من النيكوتين ...
عادت من حيث أتت منكسة الرأس .. تصفع الطريق بنعل حذائها الجديد .. تسقط دموعها لتداوي جرحها الدامي .. استقرات دمعة علي وجة الطريق .. لا تعرف من أين نشأت وإلي أين أنتهت .. ظلت وحيدة حتي دهستها نعول أحذية المارة وأول الداهسين كانت هي . طافت بمخيلتها صورة باهتة للشيكولاتة .. ساقتها قدماها إلي الدكان .. ـ شيكولاتة يا عم .. حرص علي أن تلمس يده أصابعها الناعمة .. يتمني أن يحتضن يدها ولو لثانية . نظرت له بإحتقار وإنتزعت أصابعها من بين ثنايا يده الكبيرة .
تتناول قوالب الشيكولاتة واحد تلو الآخر ..
لا تدري لما تبدو في فمها مرة .. مرة للغاية . ترفضها تماما .. لا تريد أن تبتلعها .. لكنها ابتلعتها .. مرة ومرات .. ومرات | |
|