رحيــــــــــلك

وأنت راحل تذكر....

ما خلفته وراءك من جروح.. وكم سالت على عتبات الانتظار الدموع

تذكر.. قلب في جحيم ولم يقترف ذنب سوى أنه أحبك أنت ومارس الخشوع

تذكر.. روحاً عاشت لك وبك طوال سنوات وشهور، ذابت فيك حتى الفناء

تذكر.. مع رحيلك رحلوا قلب وروح من الحياة بلا رجوع

وأنت راحل تذكر....

أني أبداً ما ألمتك ولا ألمتني، أني أبداً ما خنتك ولا خنتني

أني في حبك أخلصت وأخلصت لي، والآن عاجزة عن كراهيتك. فهل كرهتني ؟

أيها الثائر أعمى الخطى لم أكن أنا من أهنتك ولم تكن أنت من أهانني..!!

أين عقلك أيها العاقل الحكيم.؟ عذراً حبيبي لقد أخطأت تقديري

عذراً.. لقد خدعني قلبي عندما حادثني بأن حبنا أقوى من كل شيء

عذراً.. آمنت بعشق تصورته لم ولن يهزمه أي شيء

ربما أخطأت... و اليوم أُكفر عنه.... وهذا قرباني

تمزق قلبي أشلاء في ميدانك أيها المحارب الجسور ولا عزاء

تقطعت أجزائي. نُحرت شراييني. سال دمي في المستنقعات ولا عزاء

سُمم طعامي. علقم شرابي. هجرني نومي. فُني هنائي ولا عزاء

قامت قيامتي وشُيد شاهدي وانتثرت تحت التراب ولا عزاء

وأنت راحل تذكر...

أنك رحلت دون وداع وما اكترثت لما يصبني ولا همك حالي

ألقيت بي في تيار جارف يلقيني في بئر الهواجس

ما رأفت بعجزي ومسافات عنك تفصلني رحلت بجبروت جائر

تركتني أبحث ويغتالني الخوف وتُمتني الأفكار

تركتني أعاني الموت كلما جاءني نبأ كاذب

تركتني أنعيك وأنال عزائي فيك
***
تركتني لحيرتي ومأساتي

وأنت راحل تذكر...

أننا حملنا أحزاننا سويا ولأوجاعنا ساندنا وبأحلامنا حلمنا

أننا كنا عقل وقلب وروح وفكر واحد وإحساس واحد جمعنا

تذكر أننا دين واحد ورب ورسول واحد فكيف تفاهات تفرقنا

تذكر كلماتي إن مررت عليها يوماً

بعد وقف الحروب وعموم السلام

عندما تُخمد النيران وتصبح رماد

ستعود نادم على ما كان

وربما أكون أو رحلت لعالم أكثر أمان

حينها سيكون قد فات الأوان

وأنت راحل تذكر...

أني مازلت محتفظة بك في حياتي برغم فجعتي فيك

أني مازلت أُسميك حبيبي برغم تضحيتك بي

أني مازلت أنتظرك برغم قهري وحسرتي منك

مازلت أصارع غضبي وثورتي وصرختي

وإلى متى سأظل بكابوس يقتلني؟؟

أجبني .. أم أصابك البكم والصم كما أصابوا منك القلب؟؟!

أفيق أيها العنيد من غفلة قد دمرتنا وتلاشت معها حياتنا

أخمد بركانك وهدأ أعاصيرك قبل أن تفتك بنا

الله حسيبك ، كفاك جنون ، عد لرشدك وأعدنا

وأنت راحل تذكر...

الانتظار يقتل الأمل إن طال، والرجاء في اللقاء يصبح محال

وزهرة الحب تموت إذ ما رواها قلبان، والزمن يُنجب النسيان

فإن مازال في قلبك شيئاً لي عُد قبل فوات الأوان

وإن لا.........لك الله رقيب ولي رب به لا يُستهان