جحيم وكبرياء الاعضاء
عدد المساهمات : 623 نقاط : 1430 تاريخ التسجيل : 02/04/2010 العمر : 34
| موضوع: الليله الرابعه والثلاثون(34) السبت مايو 01, 2010 5:17 am | |
|
عندما انسدل ستار الظلام على شرفات الكون جلست شهرزاد بجوار شهريار لتكمل له ما كان من امر اليهودى وملك الصين
وقد قالت : بلغنى ايها الملك السعيد ذو الراى الرشيد ان الشاب اخذ يحكى للطبيب اليهودى عما حدث معه ومع مزين
بغداد وقد قال : فلما علمت أن مالي منه خلاص قلت في نفسي قد جاء وقت الصلاة وأريد أن أمضي قبل أن تخرج
الناس من الصلاة فإن تأخرت ساعة لا أدري أين السبيل إلى الدخول الى بنت قاضى بغداد
فقلت له: أوجز ودع عنك هذا الكلام والفضول فإني أريد أن أمضي إلى دعوة عند أصحابي
فلما سمع ذكر الدعوة قال: يومك يوم مبارك علي لقد كنت البارحة حلفت علي جماعة من أصدقائي ونسيت أن أجهز لهم
شيئاً يأكلونه وفي هذه الساعة تذكرت ذلك وافضيحتاه منهم
فقلت له: لا تهتم بهذا الأمر بعد تعريفك أنني اليوم في دعوة فكل ما في داري من طعام وشراب لك إن أنجزت أمري،
وعجلت حلاقة رأسي فقال: جزاك الله خيراً صف لي ما عندك لأضيافي حتى أعرفه؟
فقلت: عندي خمسة أوان من الطعام وعشر دجاجات محمرات وخروف مشوي فقال: أحضرها لي حتى أنظرها فأحضرت
له جميع ذلك
فقال: لكن بقي الشراب فقلت له: عندي وأحضرته له، قال: لله درك ما أكرم نفسك لكن بقي البخور الطيب فأحضرت له
درجاً فيه نداً وعوداً وعنبر ومسك يساوي خمسين ديناراً وكان الوقت قد ضاق حتى صار مثل صدري فقلت له: خذ هذا
واحلق لي جميع رأسي بحياة محمد فقال المزين: والله ما آخذه حتى أرى جميع ما فيه.
فأمرت الغلام ففتح له الدرج فرمى المزين الصطرلاب من يده وجلس على الأرض يقلب الطيب والبخور والعود الذي في
الدرج حتى كادت روحي أن تفارق جسدى
ثم تقدم وأخذ الموسى وحلق من رأسه شيئاً يسيراً وقال: والله يا ولدي ما أدري كيف أشكرك وأشكر والدك لان دعوتي
اليوم كلها من بعض فضلك وإحسانك فليس عندي من يستحق ذلك فسياتينى زيتون الحمامي وصليع الفسخاني
وعكرشة البقال، وحميد الزبال وعكارش اللبان، ولكل هؤلاء رقصة يرقصها فضحكت عن قلب مشحون بالغيظ وقلت له:
أقض شغلي وأسير أنا في أمان الله تعالى وتمضي أنت إلى أصحابك فإنهم منتظرون قدومك
فقال: ما طلبت إلا أن أعاشك بهؤلاء القوام فإنهم من أولاد الناس الذين ما فيهم فضولي ولو رأيتهم مرة واحدة لتركت
جميع أصحابك فقلت نعم الله سرورك بهم ولا بد أن أحضرهم عندي يوماً
فقال لى: إذا أردت ذلك وقدمت دعوى أصحابك في هذا اليوم فاصبر حتى أمضي بهذا الإكرام الذي أكرمتني به وأدعه
عند أصحابي يأكلون ويشربون ولا ينتظرون، ثم أعود إليك وأمضي معك إلى أصدقائك فليس بيني وبين أصدقائي
حشمة تمنعني عن تركهم والعود إليك عاجلاً، وأمضي معك أينما توجهت فقلت: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
امضي أنت إلى أصدقائي وأكون معهم في هذا اليوم فإنهم ينتظرون قدومي فقال المزين لأدعك تمضي وحدك
وهنا ادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
| |
|