جحيم وكبرياء الاعضاء
عدد المساهمات : 623 نقاط : 1430 تاريخ التسجيل : 02/04/2010 العمر : 34
| موضوع: الليله السادسه والثلاثون(36) السبت مايو 01, 2010 6:08 am | |
| لما اقبل الليل وجلست شهرزاد وثلاثتهم يتنادمون قالت لها دنيا زاد اتمى لنا حديثك عما فعله الشاب مع مزين بغداد [b]فقالت شهرزاد حبا وكرامة لاجل مولاى واخذت تكمل حديثها قائلة : بلغنى ايها المللك السعيد ذو الراى الرشيد [b]ان المزين لما اخذ يصيح وينادى وا قتيلاه وا سيداه واحرج قاضى بغداد وتعجب مما يقوله عن دخول شاب منزله وعشقه لبنته وعن اخراجه بالطاعة بدل من ان يجعل الخليفة بينهم ويصعد امرهم [b]فقال القاضى للمزين : إن كنت صادقاً، فادخل أنت وأخرجه فنهض المزين ودخل الدار، فلما رأيت المزين أردت أن أهرب فلم أجد لي مهرباً غير أني رأيت في الطبقة التي أنا فيها صندوقاً يعلو عن الارض معلق بسلاسل الى سقف الدار فصعدت ودخلت فيه ورددت الغطاء عليه وقطعت النفس، فدخل بسرعة ولم يلتفت إلى غير الجهة التي أنا فيها بل قصد الموضع الذي أنا فيه والتفت يميناً وشمالاً فلم يجد إلا الصندوق الذي أنا فيه فاخذ يحركه شمالا ويمينا ويدور حوله [b]فلما رأيته فعل ذلك غاب رشدي ثم مر مسرعاً فلما علمت أنه تركني فتحت الصندوق وخرجت منه بسرعة ورميت نفسي على الأرض فانكسرت رجلي [b] فلما توجهت إلى الباب الخلفى للدار وجدت خلقاً كثيراً لم أر في عمري مثل هذا الازدحام الذي حصل في ذلك اليوم وهم ينظرون ناحية الباب ويعطونى ظهورهم فجعلت أنثر الذهب على الناس فى الخلف ليشتغلوا به ولا يتكلمون فاشتغل الناس به وصرت أجري في أزقة بغداد وقد رانى المزين فاخذ فى اثرى وأي مكان دخلت فيه يدخل خلفي وهو يقول أرادوا أن يفجعوني في سيدي الحمد لله الذي نصرني عليهم وخلص سيدي من أيديهم فما زلت يا سيدي مولعاً بالعجلة لسوء تدبيرك حتى فعلت بنفسك هذه الأفعال [b] فلولا من الله عليك بي ما كنت خلصت من هذه المصيبة التي وقعت فيها وربما كانوا يرمونك في مصيبة لا تخلص منها أبداً فاطلب من الله أن أعيش لك حتى أخلصك [b] والله لقد أهلكتني بسوء تدبيرك وكنت تريد أن تروح وحدك، ولكن لا نؤاخذك على جهلك لأنك قليل العقل عجول. فقلت له: أما كفاك ما جرى منك حتى تجري ورائي في الأسواق وصرت أتمنى الموت لأجل خلاصي منه فلا أجد موتاً ينقذني منه، فمن شدة الغيظ، فررت ودخلت دكاناً في وسط السوق واستجرت بصاحبها فمنعه عني، وجلست في مخزن وقلت في نفسي ما بقيت أقدر أن أفترق من هذا المزين، بل يقيم عندي ليلاً ونهاراً ولم يبق في قدرة على النظر إلى وجهه [b] فأرسلت في الوقت أحضر الشهود وكتبت وصية لأهلي وجعلت ناظراً عليهم وأمرته أن يبيع الدار والعقارات وأوصيته بالكبار والصغار، وخرجت مسافراً من ذلك الوقت حتى أتخلص من ذلك القد ثم جئت إلى بلادكم فسكنتها ولي فيها مدة فلما عزمت علي وجئت إليكم رأيت هذا القبيح القواد عندكم في صدر المكان فكيف يستريح قلبي ويطيب مقامي عندكم مع هذا وقد فعل معي هذه الفعال [b] وانكسرت رجلي بسببه ثم أن الشاب امتنع من الجلوس فلما سمعنا حكايته مع المزين قلنا للمزين: أحق ما قاله هذا الشاب عنك؟ [b]فقال والله أنا فعلت ذلك بمعرفتي ولولا أني فعلت لهلك وما سبب نجاته إلا أنا ومن فضل الله عليه بسببي أنه أصاب برجله ولم يصب روحه ولو كنت كثير الكلام ما فعلت معه ذلك الجميل وها أنا أقول لكم حديثاً جرى لي حتى تصدقوا أني قليل الكلام وما عندي فضول من دون إخوتي وذلك أني كنت ببغداد في أيام خلافة أمير المؤمنين المنتصر بالله وكان يحب الفقراء والمساكين ويجالس العلماء والصالحين [b] فاتفق له يوماً أنه غضب على عشرة أشخاص فأمر المتولي ببغداد أن يأتيه بهم في زورق فنظرتهم أنا [b] فقلت: ما اجتمع هؤلاء إلا لعزومة وأظنهم يقطعون يومهم في هذا الزورق في أكل وشرب ولا يكون نديمهم غيري فقمت ونزلت معهم واختلطت بهم فقعدوا في الجانب الآخر فجاء لهم أعوان الوالي بالأغلال ووضعوها في رقابهم وضعوا في رقبتي غلال من جملتهم فهذا يا جماعة ما هو من مروءتي وقلة كلامي لأني ما رضيت أن أتكلم فأخذونا جميعاً في الأغلال وقدمونا بين يدي المنتصر بالله أمير المؤمنين فأمر بضرب رقاب العشرة وهنا ادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح لكم التحية [b]يتبع[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] | |
|